Saturday, March 17, 2012

عن تجاوزات العمال فى عهد عمر بن الخطاب – وكان عمر يسميهم عمال السوء

روى صاحب فتوح البلدان قال
قال أبو المختار يزيد بن قيس بن الصعق كلمة رفع فيها على عمال الأهواز وغيرهم إلى عمر بن الخطاب وهي‏:‏ 

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ** فأنت أمين الله في النهي والأمر 

وأنت أمين الله فينا ومن يكن ** أمينا لرب العرش يسلم له صدري 

فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى ** يسيغون مال الله في الأدم الوفر 

فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابه ** وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر 

ولا تنسين النافعين كلاهما ** ولا بن غلاب من سراة بني نصر 

وما عاصم منها بصغر عناية ** وذاك الذي في السوق مولى بني بدر 

وأرسل إلى النعمان فاعرف حسابه ** وصهر بني غزوان إني لذو خبر 

وشبلا فسله المال وابن محرش ** فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر 

فقاسمهم نفسي فداؤك أنهم ** سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطر 

ولا تدعوني للشهادة إنني ** أغيب ولكني أرى عجب الدهر 

نؤوب إذا آبوا ونغزو إذا غزوا ** فإن لهم وفرا ولسنا ذوي وفر 

اقتصر المزرباني على بعضها وزاد في آخرها البيت الثالث‏:‏ 

إذا التاجر الهندي جاء بفأرة ** من المسك راحت في مفارقهم تجري 

قال فقاسم عمر هؤلاء القوم فأخذ شطر أموالهم حتى أخذ نعلا وترك نعلا وكان فيهم أبو بكرة فقال اني لم أل لك شيئًا فقال أخوك على بيت المال وعشور الأبلة فهو يعطيك المال تتجر به فأخذ منه عشرة آلاف ويقال قاسمه فأخذ شطر ماله قال والحجاج الذي ذكره هو بن عتيك الثقفي وكان على الفرات وجزء بن معاوية عم الأحنف وكان على سرف وبشر بن المحبوب كان على جندي سابور والنافعان أبو بكر نفيع ونافع بن الحارث بن خلدة أخوه وابن غلاب خالد بن الحارث من بني دهمان كان على بيت المال بأصبهان وعاصم بن قيس بن الصلت كان على مناذر والذي على السوق سمرة بن جندب كان على سوق الأهواز والنعمان بن عدي بن نضلة ويقال نضيلة أحد بني عدي بن كعب كان على كور دجلة وهو الذي قال‏:‏ 

من مبلغ الحسناء أن خليلها بميسان يسقى في زجاجٍ وحنتم 

إذا شئت غنتني دهاقين قرية وصناجةٌ تجزو على كل منسم 

فلما بلغ عمر شعره قال‏:‏ أي والله إنه ليسوءني ذلك‏.‏ وعزله‏.‏

وصهر بني غزوان مجاشع بن سعد السلمي كانت عنده ابنة عتبة بن غزوان وكان على صدقات البصرة وشبل بن معبد البجلي الأحمسي كان على قبض المغانم وابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رامهرمز وكان على جسر الفرات قال المرزباني فأجابه خالد بن غلاب‏:‏ 

أبلغ أبا المختار عني رسالة ** ولم أك ذا قربى إليك ولا صهر 

وما كان مالي من ولاية خربة ** فتجعلني ممن يؤلف في الشعر 

ومن هذه القصيدة‏:‏ 

مقاديم في دار الحفاظ مطاعم ** مطاعين يوم البؤس بالأسل السمر 

وسابغة تنسى السنان فضولها ** أكفكفها عني بأبيض ذي أثر


المصدر: فتوح البلدان للبلاذرى

No comments:

Post a Comment

  • Read this blog in another language