Sunday, September 23, 2012

السطح الجليدي الضخم لجزيرة غرينلاند تعرض للذوبان هذا الشهر



قالت وكالة ناسا الأمريكية إن السطح الجليدي الضخم لجزيرة غرينلاند تعرض للذوبان هذا الشهر فوق مساحة شاسعة بشكل غير عادي. وقال العلماء إن هذا الذوبان “غير مسبوق” وقد حدث فوق مساحة أكثر اتساعا مما تم اكتشافه عبر ثلاثة عقود من المراقبة بالأقمار الصناعية بحسب ما نقل موقع BBC وحدث الذوبان في أكثر أماكن الجزيرة برودة وارتفاعا، وهو مكان يعرف باسم محطة القمة. وقد زادت المساحة التي تعرضت للذوبان من 40 في المئة من سطح الجليد إلى 97 في المئة خلال أربعة أيام فقط بداية من 8 يوليو/تموز الجاري.

وعلى الرغم من أن نصف طبقة الجليد على جزيرة غرينلاند تشهد ذوبانا للسطح خلال شهور الصيف، إلا أن سرعة وحجم الذوبان في هذا العام فاجأت العلماء والذين وصفوا الظاهرة بأنها “غير عادية”.

وقالت وكالة ناسا إن الغطاء الجليدي بأكمله تقريبا فوق جزيرة غرينلاند، من حدودها الساحلية المنخفضة إلى وسطها، قد شهد درجة من الذوبان على السطح. وقال وليد عبد العاطي أحد كبار العلماء بوكالة ناسا “حينما نرى ذوبانا في أماكن لم نكن نراه من قبل، على الأقل عبر فترة طويلة من الزمن، فهذا يدعوك للتساؤل ما الذي يحدث.” وأضاف “هذه إشارة مهمة، و سوف نحاول أن نفهم معناها لسنوات قادمة.” وقال إن ناسا غير قادرة إلى الآن على تحديد ما إذا كان ذلك أمرا طبيعيا حتى لو كان نادرا أم أنه ناجم عن تغيرات مناخية سببها الإنسان.

وقال العلماء إنهم يعتقدون أن كثيرا من الجليد على سطح جزيرة غرينلاند يعاود بالفعل التجمد مرة أخرى. وكانت أوسع عملية ذوبان على سطح الجزيرة تشهدها الأقمار الصناعية خلال العقود الثلاثة السابقة تقدر بنحو 55 في المئة من مساحتها.

هذا ويبدو أن الاحترار الكوني بصدد دفع أحجام هائلة من القطع الجليدية الضخمة في جزيرة جرينلاند والقطب الجنوبي إلى الذوبان التدريجي على المدى البعيد. ويحذر العلماء من أنه قد لا يكون أمام العالم أكثر من عقد من الزمن للشروع في اتخاذ الإجراءات الضرورية لتفادي هذا السيناريو الخطير. جاءت هذه التحذيرات كجزء من دراسة علمية أجريت مؤخراً من قبل مجموعة من الباحثين الذين انكبوا على دراسة تاريخ التغيرات المناخية في الماضي للوصول إلى إجابات مقنعة حول طريقة الاستجابة المحتملة للكتل الجليدية الكبيرة للتغيرات المناخية التي يحدثها الإنسان. وفي هذا السياق يشير العلماء إلى أن معدلات الحرارة التي يشهدها القطب الجنوبي حالياً قريبة من درجة الحرارة التي عرفتها جزيرة جرينلاند قبل 130 ألف سنة عندما بدأت قشرة الجليد الكثيفة التي كانت تغطي معظم سطح الأرض في الذوبان جراء ارتفاع درجة الحرارة.

وفي السياق نفسه يشير ريتشارد آلي، الباحث في جامعة "بين ستايت" الأميركية، وأحد أعضاء الفريق الذي قام بالدراسة، إلى أن الكتل الجليدية الكبرى في القطب الجنوبي وجرينلاند تذوب بوتيرة أسرع مما تصور العلماء. فقبل خمس سنوات فقط توقع الباحثون أن تستمر الكتل الجليدية في التجمع ولن تشرع في الذوبان إلا بحلول 2100، لكن ما حدث أنها بدأت فعلاً في الذوبان قبل قرن من الموعد المحدد لذلك ما يؤشر على صعوبة الوضع وخطورته على مناطق عديدة في العالم باتت مهددة بالغرق في حال استمرار درجات الحرارة الحالية. ويأمل العلماء أن يتم التوصل إلى نماذج قياس جديدة تساعدهم على جمع المعلومات وتحليلها لتدقيق معرفتهم بذوبان الكتل الجليدية الكبرى. ورغم اتجاه الباحثين إلى أساليب مبتكرة لجمع المعلومات مثل دراسة الشعب المرجانية لرصد التغيرات الطارئة على مستوى مياه البحار، فضلا عن قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي يتوقع العلماء أن يتضاعف بثلاث مرات في الجو خلال العقود المقبلة، إلا أنه لحد الآن لم يتم التوصل إلى قياسات دقيقة حول وتيرة ذوبان الجليد في المستقبل.

Sources:












No comments:

Post a Comment

  • Read this blog in another language