روى الطبرى قال
قال لما بلغ عمرا قتل عثمان رضي الله عنه قال أنا عبدالله قتلته وأنا بوادي السباع من يلي هذا الأمر من بعده إن يله طلحة فهو فتىر العرب سيبا وإن يله ابن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق وهو أكره من يليه إلي قال فبلغه أن عليا قد بويع له فاشتد عليه وتربص أياما ينظر ما يصنع الناس فبلغه مسير طلحة والزبير وعائشة وقال استأني وأنظر ما يصنعون فأتاه الخبر أن طلحة والزبير قد قتلا فأرتج عليه أمره فقال له قائل إن معاوية بالشام لا يريد أن يبايع لعلي فلو قاربت معاوية فكان معاوية أحب إليه من علي بن أبي طالب وقيل له إن معاوية يعظم شأن قتل عثمان بن عفان ويحرض على الطلب بدمه فقال عمرو ادعوا لي محمدا وعبدالله فدعيا له فقال قد كان ما قد بلغكما من قتل عثمان رضي الله عنه وبيعة الناس لعلي وما يرصد معاوية من مخالفة علي وقال ما تريان أما علي فلا خير عنده وهو رجل يدل بسابقته وهو غير مشركي في شيء من أمره فقال عبدالله بن عمرو توفي النبي صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو عنك راض وتوفي عمر رضي الله عنه وهو عنك راض أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه وقال محمد بن عمرو أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت ولا ذكر قال عمرو أما أنت يا عبدالله فأمرتني بالذي هو خير لي آخرتي وأسلم في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي هوأنبه لي في دنياي وشر لي في آخرتي ثم خرج عمرو بن العاص ومعه ابناه حتى قدم على معاوية فوجد أهل الشام يحضون معاوية على الطلب بدم عثمان فقال عمرو بن العاص أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ومعاوية لا يلتفت إلى قول عمرو فقال ابنا عمرو لعمرو ألا ترى إلى معاوية لا يلتفت إلى قولك انصرف إلى غيره فدخل عمرو على معاوية فقال والله لعجب لك إني أرفدك بما أرفدك وأنت معرض عني أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيها حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا فصالحه معاوية وعطف عليه
المصدر: تاريخ الطبرى
No comments:
Post a Comment