Tuesday, December 27, 2011

عمرو بن العاص يستشير ابنيه عبد الله ومحمد بعد مقتل عثمان


روى الطبرى قال
قال لما بلغ عمرا قتل عثمان رضي الله عنه قال أنا عبدالله قتلته وأنا بوادي السباع من يلي هذا الأمر من بعده إن يله طلحة فهو فتىر العرب سيبا وإن يله ابن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق وهو أكره من يليه إلي قال فبلغه أن عليا قد بويع له فاشتد عليه وتربص أياما ينظر ما يصنع الناس فبلغه مسير طلحة والزبير وعائشة وقال استأني وأنظر ما يصنعون فأتاه الخبر أن طلحة والزبير قد قتلا فأرتج عليه أمره فقال له قائل إن معاوية بالشام لا يريد أن يبايع لعلي فلو قاربت معاوية فكان معاوية أحب إليه من علي بن أبي طالب وقيل له إن معاوية يعظم شأن قتل عثمان بن عفان ويحرض على الطلب بدمه فقال عمرو ادعوا لي محمدا وعبدالله فدعيا له فقال قد كان ما قد بلغكما من قتل عثمان رضي الله عنه وبيعة الناس لعلي وما يرصد معاوية من مخالفة علي وقال ما تريان أما علي فلا خير عنده وهو رجل يدل بسابقته وهو غير مشركي في شيء من أمره فقال عبدالله بن عمرو توفي النبي صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو عنك راض وتوفي عمر رضي الله عنه وهو عنك راض أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه وقال محمد بن عمرو أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت ولا ذكر قال عمرو أما أنت يا عبدالله فأمرتني بالذي هو خير لي آخرتي وأسلم في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي هوأنبه لي في دنياي وشر لي في آخرتي ثم خرج عمرو بن العاص ومعه ابناه حتى قدم على معاوية فوجد أهل الشام يحضون معاوية على الطلب بدم عثمان فقال عمرو بن العاص أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ومعاوية لا يلتفت إلى قول عمرو فقال ابنا عمرو لعمرو ألا ترى إلى معاوية لا يلتفت إلى قولك انصرف إلى غيره فدخل عمرو على معاوية فقال والله لعجب لك إني أرفدك بما أرفدك وأنت معرض عني أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيها حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا فصالحه معاوية وعطف عليه 

المصدر: تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment

  • Read this blog in another language