Friday, May 25, 2012

كانت العرب تضرب المثل فى الشؤم بالبسوس فكان تقول أشأم من البسوس



أشأم من البسوس 

البسوس امرأة يرى التاريخ أنها كانت السبب في نشوب حرب بين قبيلتي بكر وتغلب اللتين تربطهما قصة نسب ، وتقطنان في جنوب العراق ، وترجع القصة إلى أن الحروب بين القبائل العربية قبل الإسلام كانت تنشب لأسباب قليلة الأهمية ، كالنزاع على موارد المياه ومناطق الكلأ لرعي الأبل 

وكان كليب بن ربيعة زعيم قبيلة تغلب ، قد فرض سيطرته على بعض مناطق الأعشاب ، فلم يكن أحد يجرؤ على دخول المناطق الواقعة تحت نفوذه ، وحرّمَ على القبائل الأخرى أن ترعى إبلها في هذه المناطق .

وحدث ذات يوم أن جاءت إلى المنطقة الواقعة تحت نفوذه ناقة تدعى سراب وكان يمتلك هذه الناقة رجل قد حل ضيفاً على البسوس خالة جساس بن مُرة من بني بكر ، وهو في الوقت نفسه أخو جليلة زوجة كليب بن ربيعة .

وعندما رأى كليب هذه الناقة الغريبة بين الإبل ، رماها بسهم أصاب ضرعها ، فأراد جساس أن يزيل هذا العار الذي لحق بضيف خالته البسوس ، فقتل كليباً ، وعاد إلى والده وأخبره بما حدث ، فاستنكر أبوه هذا العمل ، ولكنه استعد لملاقاة قبيلة تغلب التي أصرت على الثأر لقتل كليب .

وكان لكليب أخ يدعى مهلهل وهو شاعر وفارس شجاع صمم على الأخذ بثأر أخيه ، وذهب إلى مرة ، والد جساس وطلب منه أن يسلمه واحدا من ثلاثة جساساً ، أو أخاه همام أو مرة نفسه ، ورفض مرة أيا من هذه المطالب وعرض عليه في المقابل فدية كبيرة قدرها ألف ناقة ، ولكن قبيلة تغلب رفضت هذا العرض وصممت على القتال ، وهكذا نشبت حروب استمرت أربعين عاماً ، حتى تدخل ملك الحيرة وعقد صلحاً بين الطرفين .

وظلت سيرة البسوس ،خالة جساس وسيرة سراب ناقة ضيفها ، رمزي شؤم تناقله العرب ، وضربت به الأمثال ، فكان يقال : " أشأم من البسوس " و " أشأم من سراب "

No comments:

Post a Comment

  • Read this blog in another language